فرودويكي – 19 فبراير 2025
من هي رحمة الغيلي التي تدعي، وفقًا لصفحتها على وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام، أنها طبيبة حاصلة على ماجستير في طب السكري، بالإضافة إلى دراسات عليا في أمراض القلب والأوعية الدموية من جامعة كارديف؟


عند البحث في موقع جامعة كارديف، لم نجد أي سجل أكاديمي أو أوراق علمية منشورة باسم رحمة الغيلي. كما تدعي عبر حسابها على فيسبوك أنها خريجة جامعة ساوث ويلز، لكن بالتحقق من موقع الجامعة، وجدنا أن بعض الطلاب تواصلوا معها للاستفسار عن صحة هذا الادعاء، ونفت الجامعة أنها كانت من بين طلابها.

.
يجدر بالذكر أن الحصول على ماجستير في بريطانيا لا يؤهل الشخص لممارسة الطب كأخصائي إلا بعد الحصول على رخصة من المجلس الطبي العام. وعند البحث في سجل الأطباء الأخصائيين في بريطانيا، لم نجد أي تسجيل باسم رحمة الغيلي، مما ينفي تمامًا صحة ادعائها بأنها طبيبة. وعند التواصل مع المجلس الطبي البريطاني، أكدوا أنها ليست مسجلة لديهم ولا يوجد لها تصريح مزاولة المهنة في بريطانيا كطبيبة.

كما أنها تزعم عبر صفحتها على “لينكدإن” أنها أخصائية في أمراض السكري والسمنة في “رحمة لايف”، دون أي مؤهل طبي يثبت ذلك.

وعند البحث عن “رحمة لايف”، تبين أنها ليست عيادة أو مركزًا طبيًا، بل شركة تجارية في بريطانيا، تمتلك رحمة وشخص آخر يُدعى أحمد محمد عبدالله أسهمها، بحيث يمتلك كل منهما سهمًا واحدًا فقط بقيمة جنيه إسترليني واحد لكل سهم.


سجلات الشركة تشير إلى أن رحمة تعمل كـ Wellness Coach (مدربة صحة)، وهي مهنة لا تتطلب مؤهلًا طبيًا محددًا، ويمكن لأي شخص أن يحصل عليها بعد حضور دورات تدريبية شبيهة بدورات التنمية البشرية، دون أن تمنح حاملها صفة طبيب أو أخصائي.


التضليل العلمي وخطر المعلومات الخاطئة
في الفيديو اعلاه وهو منشور على فيسبوك، علق الدكتور محمد الصبري، الباحث في علم الأدوية بجامعة أوبسالا السويدية، على تصريحات رحمة الغيلي حول التوقف عن تناول أدوية الكوليسترول. وأشار إلى أن الدراسة التي استشهدت بها لا تدعم ادعاءاتها، بل إن التوقف عن أدوية الكوليسترول يزيد من خطر الإصابة بالجلطات بنسبة 50% لدى مرضى القلب والشرايين، وفقًا لأحدث الدراسات العلمية.
أدوية الستاتين تُعد من أكثر الأدوية استخدامًا عالميًا لخفض الكوليسترول، وقد أنقذت ملايين الأرواح، إذ تُعتبر المعيار الذهبي في علاج أمراض القلب وفقًا للبروتوكولات الطبية المعترف بها عالميًا. ومع ذلك، نجد أن رحمة الغيلي تدعو إلى التوقف عن استخدام هذه الأدوية، وتزعم أن الكوليسترول الضار مفيد للصحة ويطيل العمر، دون تقديم أي بحث علمي منشور يدعم هذه الادعاءات. كما أنها لا تملك أي دراسة أو بحث أكاديمي في المجالات الطبية أو غيرها.
عدد متابعيها بالمئات من الآلاف، مما يمنحها تأثيرًا واسع النطاق على مرضى السكري وأمراض القلب. وقد استغلت ذلك في تضليل العديد من الأشخاص بهدف الترويج للمنتجات التي تبيعها.
شهادات الماجستير والدكتوراه لا تؤهل لممارسة الطب
بحسب الدكتور محمد صويلح، المقيم في بريطانيا، فإن شهادات الماجستير والدكتوراه لا تؤهل الشخص للعمل كأخصائي في أي مجال طبي، بل يجب إنهاء برنامج التدريب الطبي التخصصي، الذي يستغرق ما لا يقل عن 6 سنوات بعد دراسة الطب. يقول الدكتور صويلح: “أنا حاصل على ماجستير في الأعصاب، لكن هذا لا يجعلني أخصائي أعصاب”.
شهادات الماجستير و الدكتوراة في المملكة المتحدة في مجال علوم الأعصاب او القلب و غيرها لا تخول الشخص وصف الأدوية بالذات الأدوية الاختصاصية
لست أفهم، عندما تقول ماستر و دكتوراة، وهذي مراتب (أكاديمية) لا علاقة لها بالاختصاصات الطبية في بريطانيا، فهل يعني هذا بأنها غير مسجلة في المجلس الطبي البريطاني لممارسة المهنة؟ هذا امر يمكن التحقق منه. اذا اكتفت الدكتورة بالماستر و الدكتوراة دونما تسجيل طبي فهي إذاً ليست طبيبة و لا يحق لها وصف الأدوية أصلا.
نقطة اخرى، الدراسة على النفقة الشخصية في بريطانيا تعني أمر واحد بأنك شخص غني لأن دراسة البكالوريوس [الذي أفترض بانه في الطب هنا] ما يقارب اكثر من 10 الف جنيه استرليني في السنة! طبعا ابناء البلد يحصلوا على قرض و يدفعوه لسنوات طويلة ناهيك عن تكلفة الماستر و الدكتوراة طبعا في جامعات احسن من غيرها بس يضل المبلغ غالي . بصراحة لم افهم عندما تقول تدرس اختصاصين مع بعض. لذا، فإن الادعاء بدراسة اختصاصين في وقت واحد يثير التساؤلات، حيث إن ذلك يتطلب موارد مالية كبيرة وجدولًا دراسيًا مكثفًا لا يتناسب مع برامج الطب التخصصي.
وأضاف الدكتور صويلح ، “امر اخر هو التضليل باستخدام كلمة “اختصاص” فهي توحي بأنه اختصاص طبي يعني خلصت طب، و خلصت امتياز، و قدمت على التدريب الاختصاصي و نجحت في الامتحانات و بعدها اشتغلت في الاختصاص لما لا يقل عن فترة التدريب 6 سنين مثلا فكيف بإمكان أي أحد أن يعمل اختصاصين مع بعض الا لو يقصد بالاختصاص الحصول على دبلومات و كورسات قصيرة”.
حذف الادعاءات من حساباتها بعد الحملة ضدها
بعد الحملة التي أطلقها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ادعاء رحمة الغيلي لمهنة الطب، وزعمها أنها أخصائية قلب وتحمل ماجستير في تخصص القلب والسكري، لاحظنا حذف هذه الادعاءات من ملفاتها الشخصية على منصات “لينكدإن” و”فيسبوك” و”إنستغرام” و”تيك توك”.
مع ذلك، لا تزال فيديوهاتها تُنشر وتُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يستوجب التنبيه إلى أن المعلومات الطبية التي تقدمها غير دقيقة ومضللة. كما أنها تخالف جميع البروتوكولات العلاجية المعترف بها من قبل جمعيات الطب العالمية. وتروج لاستخدام الأعشاب كبديل عن الأدوية لعلاج أمراض مثل القلب، والسكري، والسرطان، وهو أمر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة المرضى في حال توقفهم عن الأدوية الموصوفة من قِبل الأخصائيين.
نشاط تجاري مشبوه وتحذير قانوني
الجدير بالذكر أن رحمة الغيلي تنشر هذه الفيديوهات من داخل بريطانيا، ولديها موقع إلكتروني رسمي مسجل في الولايات المتحدة الأمريكية (https://askdrrahmah.com/goldenhealth)، حيث تروج لمنتجات عشبية تدعي أنها تعالج جميع الالتهابات، وتوقف السرطان، وتقضي على الكوليسترول، وتدمر السكري خلال أيام. هذا يعد تزويرًا واحتيالًا طبيًا، مما قد يعرض المرضى لمضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة إذا توقفوا عن تناول أدويتهم المعتمدة.
الجدير بالذكر أن رحمة الغيلي تنشر هذه الفيديوهات من داخل بريطانيا، ولديها موقع إلكتروني رسمي مسجل في الولايات المتحدة الأمريكية (https://askdrrahmah.com/goldenhealth)، حيث تروج لمنتجات عشبية تدعي أنها تعالج جميع الالتهابات، وتوقف السرطان، وتقضي على الكوليسترول، وتدمر السكري خلال أيام. هذا يعد تزويرًا واحتيالًا طبيًا، مما قد يعرض المرضى لمضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة إذا توقفوا عن تناول أدويتهم المعتمدة.
المشكلة تكمن في أن عدد متابعيها بالآلاف، كما هو موضح في الصور المتداولة على تطبيق “تيليغرام”، مما يزيد من تأثيرها السلبي وانتشار المعلومات المغلوطة.
لذلك، من الضروري إبلاغ السلطات القانونية في السويد وبريطانيا للتحقيق في هذه الادعاءات واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا النشاط الضار بالصحة العامة.
