اليمن يصادر 1.5 مليون حبة كبتاغون ويتهم الحوثيين بتمويل الحرب من خلال تجارة المخدرات

تقول السلطات اليمنية إن جماعة الحوثي تلعب دورًا رئيسيًا في تهريب المخدرات في المنطقة، وقد حولت اليمن إلى مركز جديد لتجارة الكبتاغون، وهي تجارة يُعتقد أن الجماعة تستخدمها لتمويل عملياتها العسكرية.

 

 

 

صورة: الجيش الامريكي/ الرقيب كريستوفر براون / ويكيميديا كومنز

 

 

 

OCCRP – يونيو، 2025

أعلنت السلطات اليمنية أنها صادرت 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت مخفية فوق سقف شاحنة مبردة كانت متجهة من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى السعودية، في عملية ضبط قالت السلطات إنها تكشف عن تحول في مسارات تهريب المخدرات بالمنطقة وتؤكد اعتماد الحوثيين المتزايد على تهريب المواد المخدرة لتمويل عملياتهم العسكرية.

وأشارت وزارة الداخلية اليمنية إلى أن هذه المصادرة تُعد مؤشرًا على أن اليمن قد يكون في طريقه ليصبح مركزًا جديدًا لتجارة الكبتاغون، خصوصًا بعد تشديد الإجراءات في سوريا، التي ازدهرت فيها هذه التجارة لسنوات في ظل نظام الرئيس بشار الأسد.

ووفقا لبيان صادر عن الوزارة، اعترف سائق الشاحنة بأن الشحنة تخص تجار مخدرات في صنعاء. وتعتقد السلطات أن الشحنة مرتبطة بميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وتقول إنها تعكس وجود شبكات واسعة لإنتاج المخدرات وتهريبها تعمل داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

من جانبه، قال العميد عبد الله لحمدي، مدير عام مكافحة المخدرات في الوزارة، إن هذا الاكتشاف يؤكد حجم الاتجار الذي يزعم أن الحوثيين يدعمونه.

وكتب وزير الإعلام معمر الإرياني في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، على منصة “إكس” أن هذه المحاولة تأتي في “وقت حساس بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، والذي كان يمثل الممر الرئيسي لتجارة الكبتاغون إلى دول الخليج.”

وأضاف أنه “مع انهيار نظام [الأسد]، استغل الحوثيون الفراغ الناجم عن ذلك لتعزيز أنشطتهم الإجرامية وتحويل اليمن إلى نقطة انطلاق جديدة لتهريب المخدرات، ما يعمق من تهديداتهم الأمنية ويزيد من تدهور الوضع الإقليمي”.

وأوضح الإرياني أن هذه المصادرة “تُبرز الأساليب الخبيثة التي تعتمدها ميليشيا الحوثي لتمويل عملياتها العسكرية وأنشطتها الإرهابية.”

بدوره، قال عبد الحميد عامر، رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية، في حديثه إلى مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) أن “جماعة الحوثي تعتمد بشكل كبير على تجارة المخدرات لتمويل حروبها المستمرة.”

وكان تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن في عام 2024 قد اتهم الحوثيين أيضًا بالحصول على “موارد غير قانونية كبيرة” من خلال الاتجار بالمخدرات والأسلحة ومعدات الاتصالات.

وأشار عامر إلى ارتفاع تهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية والخليج بعد انهيار نظام الأسد وإضعاف حزب الله في سوريا – وهما مجموعتان ارتبطتا سابقا بتهريب الكبتاغون. وأوضح أن هذا التحول أتاحته سيطرة الحوثيين على مساحات واسعة من اليمن.

ومن بين مؤشرات زيادة التهريب، أشار عامر إلى زيادة عمليات التهريب البري والبحري، و ارتفاع كميات المخدرات المهربة ، وانتشار الواجهات التجارية والزراعية لغسيل الأموال، وتنامي تعاطي المخدرات محليًا، خاصة بين الشباب.

وفي حين اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا الحوثيين بتصدر هذا التحول في تجارة الكبتاغون، حمّلت سلطات الحوثيين السعودية المسؤولية. ففي عام 2021، اتهم المتحدث باسم وزارة الداخلية الحوثية حينها، عبد الخالق العجري، الرياض بأنها وراء تهريب المخدرات على نطاق واسع، زاعمًا أن السعودية أفرجت عن 3,000 سجين يمني بشرط مشاركتهم في التهريب داخل اليمن.

هذا وتدعم السعودية مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، وهو الجهة التي تقود الحكومة المعترف بها دوليًا والمكلفة بتوحيد الفصائل المناهضة للحوثيين.

ولم يصدر تعليق فوري من جانب الحكومة الحوثية.

في غضون ذلك، زعمت الحكومة السورية المؤقتة أنها تتخذ إجراءات صارمة ضد تجارة الكبتاغون. وقال وزير الداخلية الانتقالي أنس خطاب مؤخرا إن جميع مرافق الإنتاج في البلاد قد أغلقت. لكن الأدلة تشير إلى أن التهريب مستمر: ففي واقعة حديثة، اعترضت السلطات شحنة مكونة من  200,000 حبة كبتاغون كانت تهرب عبر سوريا.

ومع ذلك، أشار معهد نيو لاينز للاستراتيجية والسياسة ومقره واشنطن إلى أن عمليات الضبط لم تؤد إلى اعتقالات كبيرة للمهربين.

وقالت المؤسسة في تقرير حديث: “المعرفة التقنية بإنتاج الكبتاغون ما تزال قائمة ويمكن إعادة استخدامها في أماكن أخرى. وتستمر شبكات التهريب في العمل، وإن كانت على نطاق أقل، مع تناقص المخزونات المرتبطة بالنظام.”

وأضافت المؤسسة أن الحكومة السورية المؤقتة “تفتقر إلى القدرة المؤسسية اللازمة لمكافحة المخدرات بشكل فعّال”، حيث لا تزال تستخدم أساليب بدائية مثل الحرق أو إلقاء الحبوب في المجاري المائية.

أصبحت سوريا المصدر الرئيسي للكبتاغون في المنطقة خلال العقد الماضي، حيث اتهم نظام الأسد بتحويل البلاد إلى دولة مخدرات.  وجد تحقيق مشترك أجرته OCCRP وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2023 أن أفرادا من عائلة الأسد والقوات المسلحة السورية متورطون بشكل مباشر في تجارة بمليارات الدولارات.

بعد سقوط الأسد في أواخر عام 2023، أفادت التقارير أن قوات الأمن دمرت ما يقرب من 100 مليون حبة كبتاغون وكميات كبيرة من المواد الخام. لكن الاتجار مستمر، ويبدو أن الحوثيين يلعبون الآن دورا أكبر.

وجد   تقرير صدر عام 2024 عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن 82٪ من كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط على مدى السنوات الخمس الماضية كان مصدرها سوريا ، و17% أخرى جاءت من لبنان.

 

ترجمة فرودويكي عن OCCRP

https://www.occrp.org/en/news/yemen-seizes-15-million-captagon-pills-alleges-houthis-fueling-war-through-drug-trade