الباخرة “Sanmar Regent” تواجدها في منطقة البحر الأحمر: مؤشرات تهديد مليشا الحوثي للملاحة البحرية وفساد وعدم كفاءة الحكومة الشرعية
3 سبتمبر 2023 – فرودويكي
يتناول هذا التقرير التفاصيل المحيطة بالباخرة “Sanmar Regent”، والتي كانت مخصصة لنقل الغاز المنزلي (LPG) والتي كشفت المعلومات عن محاولة استخدامها لتهريب وبيع الغاز اليمني خارج القانون وبدون اتفاقيات رسمية تصادق عليها السلطة التشريعية في البلاد. تمت مراقبة حركة هذه السفينة عبر مواقع التتبع البحرية الدولية لأكثر من عشرة أيام، مما كشف عن تطورات غير متوقعة وأسرارًا تشكل جزءًا من هذه القضية المعقدة.
المعلومات المرصودة:
الباخرة “Sanmar Regent” ، تتبع دولة الهند وهي مختصة بنقل الغاز المنزلي (LPG)، وتبلغ قدرتها الاستيعابية 12423 مترًا مكعبًا من الغاز السائل (أي بحدود 13 ألف طن)، وفق ما تظهر بياناتها على مواقع التتبع العالمي للملاحة البحرية. و قامت هذه الباخرة بتحركات ملحوظة خلال الفترة المرصودة وفقًا لمواقع التتبع البحرية الدولية. حيث:
- تحركت الباخرة في تاريخ 10 أغسطس 2023 من ميناء الفجيرة بالإمارات.
- وصلت ميناء مصوع بأرتيريا في يوم 15 أغسطس 2023.
- غادرت من ميناء مصوع في يوم 16 أغسطس 2023 على الساعة (5:38).
- ثم عادت لميناء مصوع بنفس اليوم على الساعة (6:26).
- بقيت يومين إضافيين في ميناء مصوع ثم انطلقت إلى ميناء بور سودان في يوم 18 أغسطس 2023 على الساعة (7:35).
- وصلت الى ميناء بور سودان في يوم 19 أغسطس 2023 وبقيت فيه حتى تاريخ 22 أغسطس 2023.
- تحركت بعد ذلك الباخرة إلى ميناء جيبوتي ووصلت بتاريخ 26 أغسطس 2023 وظلت واقفة فيه حتى الأول من سبتمبر.
- في الأول من سبتمبر تحركت الباخرة من ميناء جيبوتي دون أن تظهر تفاصيل وجهتها التالية.
ومع ذلك، بدأت الأمور تأخذ منحى غامضًا عندما تم حذف جميع البيانات المتعلقة بوصول الباخرة إلى ميناء جيبوتي وفترة إقامتها هناك، وذلك من مواقع التتبع العالمية للملاحة البحرية. وفي مفارقة غريبة، تم تسجيل بيانات السفينة مجددًا بعد مغادرتها ميناء بور سودان في 22 أغسطس 2023، دون أن يتم تحديد وجهتها النهائية حتى تاريخ هذا التقرير. السفينة ما زالت متوقفة في نفس الموقع في منطقة خط الملاحة الدولية بخليج عدن ومدخل مضيق باب المندب. حيث أن البيانات المتعلقة بحركة الباخرة “Sanmar Regent” تتضمن تطورات مهمة تشير إلى سرية وغموض أحيط بها ، حيث:
- تم حذف بيانات الباخرة المتعلقة بوصولها إلى ميناء جيبوتي وفترة إقامتها هناك من مواقع التتبع العالمية للملاحة البحرية.
- تم تسجيل بيانات الباخرة من جديد على أنها تحركت من ميناء بور سودان يوم 22 أغسطس 2023 ولم يتم تحديد الوجهة التالية بوضوح.
- ما زالت السفينة متوقفة في نفس الموقع منذ 2 سبتمبر 2023، وهو منطقة خط الملاحة الدولية بخليج عدن ومدخل مضيق باب المندب. اليوم 3 سبتمبر 2023 وبشكل مفاجئ تم إضافة الوجهة الجديدة للباخرة بانها متجهة الى خور الزبير بالعراق وتم تسجيل بانه غير متوفر موقعها الحالي وبقيت تظهر السفينة بنفس الموقع منطقة خط الملاحة الدولية بخليج عدن.
هذه التطورات تعزز من الغموض المحيط بحركة الباخرة وتثير العديد من التساؤلات حول ما يحدث بها خصوصاً أن هناك نوايا مشبوهة متعلقة ببيع الغاز خارج القانون وبطرق غير شفافة.
التحليل:
هذه المعلومات تدل على محاولة استخدام الباخرة “Sanmar Regent” لتهريب وبيع الغاز اليمني خارج القانون وبدون اتفاقيات رسمية تصادق عليها السلطة التشريعية في البلاد. تشير البيانات المحذوفة بخصوص وصول الباخرة إلى ميناء جيبوتي إلى وجود تلاعب مشتبه فيه في هذه البيانات. حيث تشير الأحداث والتطورات المتعلقة بالباخرة “Sanmar Regent” إلى عدة جوانب مهمة حيث :
- بقيت الباخرة في ميناء جيبوتي لمدة سبعة أيام قبل أن يتم شطب بيانات تسجيلها. هذا الأمر يثير تساؤلات حول الغموض المحيط بنشاطها في هذا الميناء وعدم توفير معلومات مفصلة حول ما حدث خلال تلك الفترة.
- يتضح وجود تلاعب ببيانات تسجيل السفينة بميناء جيبوتي والعمل على إخفائها. ومع ذلك، قمنا في هذا التقرير إلى توضيح أن هناك مراقبة وتوثيق لهذه البيانات، مما يدل على أن العمليات غير الشفافة والتلاعب بالبيانات تمت بدقة.
- يُظهر مؤشر خروج الباخرة من ميناء مصوع بإرتيريا وعودتها إليه في أقل من ساعة في يوم 16 أغسطس 2023 على وجه السرعة والتغيير الغير مفهوم في مسارها. هذا يشير إلى تصرف غير عادي يتطلب توضيحًا.
- أعلنت مليشيا الحوثي أنها منعت هذه الباخرة من دخول الموانئ التي تسيطر عليها الشرعية وهددت بضربها. هذا الإعلان يعزز من التوترات والتوقعات السلبية حول مستقبل الباخرة وتداولها.
- عدم تعليق الشرعية على تصريحات مليشيا الحوثي يُعزز من عدم وضوح الصورة ويفتح الباب للمزيد من التساؤلات حول موقف الحكومة ورد فعلها في هذه القضية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى تورط الحكومة الشرعية برئاسة معين عبدالملك في ممارسة الفساد ونهب المال العام دون وجود رادع قانوني أو محاسبة، مما يجعل هذه القضية أكثر تعقيدًا وتعكس حاجة ماسة إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف للتدقيق في التسلسلات الزمنية والأحداث المتعلقة بها.
الخلاصة:
تظهر هذه القضية بوضوح أن هناك أمورًا غير مشروحة وراء تصرفات الباخرة “Sanmar Regent”. تم تجاوز السرية في بيانات تسجيل السفينة في ميناء جيبوتي وبالتالي، يشير ذلك إلى وجود محاولة واضحة لإخفاء المعلومات.
يثير هذا السياق الغموض حول دور الحكومة الشرعية برئاسة معين عبدالملك في هذه القضية. هناك اتهامات بممارسة فساد صارخ يقوده رئيس الحكومة معين عبدالملك وبعض الأفراد في الحكومة الشرعية، وهذا يجب أن يتم التحقيق فيه بجدية.
على الصعيدين المحلي والدولي، يجب على قوات التحالف أيضًا أن تلعب دورًا مهمًا في حماية الموانئ اليمنية من هجمات ميليشيا الحوثي. هذه الهجمات تمثل تهديدًا للأمن الإقليمي وتأثيرًا سلبيًا على حركة الملاحة الدولية في مياه البحر الاحمر. لذا، يجب أن تكون الجهود مشتركة للحفاظ على استقرار المنطقة. كما يتطلب هذا التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيقاف تجاوزات ميليشيا الحوثي ضد الامن والاقتصاد الوطني.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم البت في تقارير وشهادات مجلس النواب والمسؤولين اليمنيين حول الفساد وسوء الإدارة في الحكومة الشرعية للكشف عن الحقائق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الفساد وتحقيق العدالة.
في النهاية، يجب ان تكون هناك حكومة ذات كفاءة وذات انتماء تعمل وتفكر في اليات حماية الموانئ بدل التفكير في تهريب الموارد، ويجب أن يكون هناك التزام حقيقي بالشفافية والمساءلة من قبل الجهات المعنية في اليمن، ويجب على المجتمع الدولي دعم هذه الجهود للمساعدة في استعادة الاستقرار والنمو الاقتصادي في البلاد.
رابط التقرير مرفق بنموذج pdf
Sanmar regent ship report , Sep.3, 2023